Thursday, May 22, 2014

حقائق عن الحكم العسكري

{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}
ربما كلما قرأت هذه الآية راودتك ثلاث خواطر ; اولهم ان هناك جينات ما قد ابت دون اخواتها الا ان تتوارث عبر التاريخ منذ العصر  الفرعوني حتى جيلنا الحالي، ثانيهم تساؤل لا ارآه محيراً .. فلماذا كل الانبياء والرسل اللذين ذكروا في القرآن بُعثوا لأقوام بعينها ، بينما بُعث الرسول موسى في مصر الى قائدها ! وثالثهم جواب منطقي لذلك التساؤل

هذه بعض الحقائق المستخلصة من التاريخ عن الحكم العسكري والديكتاتوري في كل البلاد


على مر العصور لا يصل العسكريون - او الديكتاترويون عموماً - للحكم الا سيراً على اشلاء منافسيهم ومعارضيهم ، او بأساليب لا تقل قذارة ، ثم التنكيل بكل من ساعده او كان سبباً في وصوله للحكم

"L'ÉTAT, C'EST MOI"
 هكذا يعملون على تطوير عبادة الناس لشخصهم اكثر من تطوير اي شئ آخر، فهو الدولة والدولة هو، ويزيدون في كبت شعوبهم حتى يرتضوا ، ويصبح هذا الطبيعي واي شئ آخر يعد هرطقة وتجديفاً وقلّة ادب! وقد كانت الديكتاتورية في العشرينات  - اكرر في العـشـريـنــات - من القرن الماضي كلمة مازالت مستساغة ومقبولة في أوروبا كـ نوع من أنواع الحكم الرشيد بعد فشل – مزعوم – للنظام الديمقراطي. او هكذا كانوا يملون على الناس! 


ومن الصعب بعد ذلك ان يتركوا الحكم الا اذا كان لملك الموت رأي آخر ; فـ انت في تحذير دائم من خطرٍ ما يجعلك لا ترى امامك غير رئيس عسكري يحكم الامور.. ويزداد هيامك به اذا كان حنوناً مرهف الحس يخاطب مشاعرك حين افتقاده ما يصل به الى عقلك لتتوه معه في حديث اجوف، او يكون شجاعً بالقدر الكافي الذي يمنعه من الظهور في  مؤتمرات جماهيرية او لقاء مباشر وبدون منتاج او حتى في مناظرة شريفة امام منافسه ،  او اذا كان وسيماً بالقدر الذي يرضي الكثير من ربات البيوت! او اذا كان بارع في لغة الجسد ليشعرك انه اسطورة..لكنها فارغة المحتوى. ففي الغالب يتعامل هؤلاء مع الرئيس على انه شخص وليس مشروع، وعلى استعداد دائم للانبهار به مهما فعل. 


عودة للحقائق ; اما عن النماذج المشرّفة من اصحاب (الخلفية) العسكرية في اعين بعض الاعلاميين فهم نوعان لا ثالث لهما اما ان تكون دولتهم قوية بالفعل ولكن في مجالات دون غيرها طبقاً لـ(الظروف)، وعلى التوازي يكون كل شئ على حساب الفرد وحريته وانسانيته التي وؤدت هنا قبل ان تولد.
والنوع الثاني فجميعهم ليس من بينهم وزير دفاع قام بترشيح نفسه فور انهاء الخدمة ] او انهى الخدمة ليرشح نفسه [ لكنهم يمروا بعملية طويلة ومعقدة مع المجتمع المدني ثم لا يضموا فى اوراق اعتمادهم ميزة انهم عسكريون حاليون فى الخدمة ولكنهم يضعون خدمتهم العسكرية كميزة تدل على اداء الخدمة الجليلة للدفاع عن الوطن، كما ان هذه الدول تختلف سياستها عن مصر فمثلاً نحن لا نملك رفاهية إخضاع ميزانية الجيش وانشطته الاقتصادية غير العسكرية للتدقيق والمراجعة عن طريق الشعب !


وحال وجود حاكم عسكري ياتي بعد انقلاب او شبه انقلاب لا يكون الخيار ما بين النظام البرلماني او رئاسي او مختلط ! لكن سيكون اما الديكتاتورية العسكرية او الستراتوقراطيه، او المختلط بينهما : حيث يكون نفوذ الجيش قوي جداً دون ان يكون مسيطر تماماً 


الحاكم العسكري شأنه شأن الحاكم الديني ; كلاهما يستغلان (خلفياتهما) واحترام الشعوب لها ليبسطوا نفوذهم .. بل ويستغل الحاكم العسكري الفاشي رجل الدين ليساعده في السيطرة على عقول وعاطفة الناس ، والعكس صحيح.. تماماً! وليس رجال الدين فقط بل كل من له تأثير على الشعوب كـ الفنانيين والرياضيين، ويجب ان يكون في حكومة الديكتاتور الكثير من الفاسدين، ووجهة النظر الغالبة لدى الديكتاتوريين عموماً في هذا الشان انهم يسهل إبتزازهم فيكونوا طوع يديهم.


معظم الثورات في العالم ابتلعت صانعيها الاصليين ، خصوصاً ان لم يكونوا من ذوي (الخلفيات) القوية  ..

مصر اول دولة عرفت الثورة في التاريخ..بل واكثر الدول قياماً بالثورات..لكن كل الثورات في مصر ان لم تفشل فهي لم تنجح نجاحاً كاملاً حتى يومنا هذا

الجهلاء دائماً هم المواطنون المثاليون للطغاه.

الديكتاتريون دائماً ما تكون نهايتهم ســـودة.. والدول لم تسترد عافيتها الا بعد عودة الشعب للحكم مرة اخرى

هذه هي إشارات التاريخ ومحتوم أن نكرر أخطاء التاريخ إذا لم نقرأها جيدا.
والحقيقة الاخيرة.. ان ثورة يناير من اهدافها انهاء الحكم العسكري 

No comments:

Post a Comment